الوقاية من الإنفلونزا الموسمية وبعض الأمراض الشتوية





من المتوقع في شتاء هذا العام ظهور أنواع جديدة من الإنفلونزا المشمولة ضمن التطعيم، وهكذا فإن هناك احتمالا بأن يكبر حجم انتشار المرض بالمقارنة مع العام الماضي.

يتميز فصل الشتاء بازدياد انتشار الأمراض التلوثية في الجهاز التنفسي، ومعظمها أمراض فيروسية، لكن هناك ازديادا أيضا في الأمراض الجرثومية أو البكتيرية، وبشكل خاص تلك التي تحدث نتيجة تعقيدات الأمراض الفيروسية.

وتصيب هذه الأمراض جميع الفئات العمرية، لكن هناك حساسية عالية للأمراض بشكل خاص لدى الأطفال والمسنين لوجودهم في طرفي العمر إذ يكون فيهما الجهاز المناعي ضعيفا لدى الإنسان.

ويمكن تقليص خطر الإصابة بعدوى الأمراض التلوثية الشتوية والوقاية منها وبشكل ملحوظ من خلال التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية، والحفاظ على النظافة الشخصية.

ومن النصائح التي يجب العمل بها لتقليص خطر التعرض لعدوى الإنفلونزا الموسمية  ما يلي:

أولا: غسل اليدين 
-     نوصي بغسل اليدين بالماء والصابون في أوقات متقاربة (قبل تناول الطعام، قبل معالجة الطعام، بعد الخروج من المرحاض، بعد ملامسة أي نوع من الإفرازات، بعد السعال والعطس، وبعد ملامسة مناديل ورقية مستعملة)، فإن غسل اليدين في أوقات متقاربة يقلص من احتمالية نقل العدوى أو الإصابة بالعدوى.

ثانيا: تغطية الفم والأنف عند السعال والعطس: 
ومن المفضل ألا تتم تغطية الفم والأنف بواسطة راحة اليد عند السعال أو العطس، وإنما يجب استعمال منديل ورقي ورميه في سلة المهملات بعد ذلك، فإن هذا الأمر يساعد على تقليص نقل العدوى للآخرين عند ملامسة حاجيات وأغراض مشتركة معهم.

ثالثا: البقاء في البيت عند الشعور بوعكة صحية: 
-    نوصيكم بعدم الخروج من البيت (إلى العمل، إلى المدرسة... إلخ) إذا شعرتم ببداية المرض، وأن لا ترسلوا الأولاد المرضى إلى المدرسة أو الروضة أو إلى الحضانة، ومن الممكن فعل ذلك فقط بعد التعافي من المرض والشعور بالصحة والعافية.

التطعيم ضد مرض الإنفلونزا الموسمية:

تبذل وزارة الصحة الإماراتية ممثلة في مؤسساتها الصحية المختلفة مجهودا كبيرا في تذكير جميع المواطنين والمقيمين على أرضها بأنه يمكن تجنب الإصابة بمرض الإنفلونزا الموسمية من خلال اتباع أسس وقواعد الرعاية الوقائية، والتي منها التطعيم بكل تأكيد بشرط أن يتم تلقي التطعيم قبل التعرض إلى الإصابة بعدوى المرض بأسبوعين على الأقل.

وعليه فإننا في مركز الطب الوقائي بمدينة دبا الحصن نوصي جميع المواطنين والمقيمين فيها بتلقي التطعيم من سن 6 أشهر فما فوق.

لماذا من المهم تلقي التطعيم سنويا؟

التطعيم يمنع الإصابة بعدوى المرض وكذلك يقي من حدوث تعقيدات له ومضاعفات أخرى مثل الإلتهاب الرئوي، وكذلك زيادة نسبة التنويم أو الرقود في المستشفى والوفيات أيضا.

وعليه فإننا نوصي بتلقي التطعيم سنويا لأن المرض يتغير باستمرار، وفي كل عام يظهر فيروس جديد، يختلف قليلا عن الفيروس الذي كان في العام السابق.


ويتم إنتاج التطعيم أو اللقاح ضد الإنفلونزا الموسمية هذا العام (وفي كل عام)، على أساس توقعات منظمة الصحة العالمية التي تحدد ما هي الأنواع المتوقعة في نفس العام.

لماذا هناك حاجة لتلقي التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية هذا العام أيضا، بالنسبة للأشخاص الذين تلقوا التطعيم في العام الماضي، على الرغم من أن الأنواع المشمولة في تطعيم هذا العام مماثلة للأنواع التي كانت في تطعيم العام الماضي؟

إن مستوى المضادات ضد أنواع التركيبة يبدأ بالخبو أو الخفوت بعد نحو ستة أشهر بعد تلقي التطعيم، مع اختلاف معين حسب التطعيم والمجموعة العمرية.

وفي جميع المجموعات التي يتم فحصها، بعد مضي عام، تبين أن مستوى المضادات لا يوفر الحماية القصوى.

من يتوجب عليه تلقي التطعيم؟

مبدئيا نوصي جميع السكان من سن 6 أشهر فما فوق بتلقي التطعيم، مع ذلك فإن هناك أهمية بالغة لتطعيم المجموعات التالية:

المرضى بأمراض متواصلة:

مرض القلب أو الأوعية الدموية سواء المكتسبة أو الخلقية، كمرض القلب الرثوي ،التصلب العصيدي، قصور القلب، والسمنة المرضية بمؤشر كتلة جسدية يزيد على أو يساوي الـ: 40، التهاب الشعب الهوائية (الربو)، التهاب القصبات الحاد أو المزمن، التليف الكيسي، الإلتهاب الرئوي المزمن، النفاخ الرئوي، السل، ومجموعة من الحالات المزمنة بعد اضطرابات تنفسية خلال فترة الولادة، مرض السكري وأمراض أيضية مزمنة أخرى مع ميل معزز لتطوير تلوثات، أمراض مزمنة في الكلى والمسالك البولية، أمراض يرافقها إضعاف جهاز المناعة بما في ذلك مرض نقص المناعة المكتسب أو الإيدز وأمراض خبيثة أخرى، مرضى يتلقون علاجا يضعف جهاز المناعة، نقص متواصل في الدم، أمراض الكبد، أمراض عصبية، أمراض الدم وهنالك أيضا التطعيم حسب السن حيث يجب تلقيح أشخاص بسن 50 سنة فما فوق، وبخاصة بسن 65 فما فوق، والأطفال من سن نصف سنة وحتى 6 سنوات وبخاصة حتى سن سنتين، وكذلك النساء الحوامل والأشخاص الذين يعيشون في مؤسسة مغلقة فيها خطر معزز للإصابة بعدوى المرض كأفراد الطاقم الطبي كونه في خطر عال للإصابة بالعدوى، وكذلك لأن هناك خطورة نقل العدوى إلى مرضاهم، ويجب أن يعطى التطعيم لأشخاص حيويين في المجتمع بمناصب رئيسية في منظمات مختلفة.

متى يجب تلقي التطعيم؟

من المحبذ تلقي التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية منذ بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر، ونوصي جدا بألا يتأخر تلقي التطعيم عن نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر، بيد أنه يمكن تلقي التطعيم بعد هذا الموعد أيضا.

ويعتبر التطعيم ضد مرض الإنفلونزا الموسمية واحدا من التطعيمات الإختيارية للمسلمين الذين يريدون أداء فريضة الحج أو العمرة، بل وننصح به وذلك لأهميته القصوى.

ما  هي الفئات التي لا ينصح لها بالتطعيم؟

من يعانون من الحساسية الشديدة تجاه البيض، ومن يحصلون على علاج كيمياوي أو كورتيزون، لأن مناعتهم تكون ضعيفة جدا، لذلك ينصح بالتطعيم بعد انتهاء فترة العلاج.

ما هي الأعراض الجانبية للتطعيم؟

تطعيم الإنفلونزا يحوي فيروسات ميتة أو مُضعفة، ولا يمكنه التسبب بمرض الإنفلونزا.
وظهور تلوث تنفسي بعيد تلقي التطعيم معناه أنه تم تلقي المركب خلال فترة حضانة فيروس الإنفلونزا، أو أن المرض سببه عامل آخر.

الإنعكاسات بعد تلقي تطعيم الإنفلونزا نادرة ومنها أعراض جانبية محلية كالإحمرار، الإنتفاخ، حساسية لمدة يوم أو يومين، وتظهر لدى أقل من ثلث متلقي التطعيم أعراض جانبية عامة كالحرارة، وآلام العضلات وأعراض جانبية عامة أخرى تظهر بعد 6 – 12 ساعة من حقن المركب وتستمر لمدة يوم أو يومين.

هذه الأعراض نادرة أكثر ومن شأنها أن تظهر بشكل خاص بعد تلقي التطعيم لأول مرة.

ونحن في مركز الطب الوقائي بمدينة دبا الحصن أبوابنا مشرعة لكل من يريد أن يتلقى التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية طيلة أيام وأوقات الدوام الرسمي على مدار العام.


مع تمنياتنا للجميع بدوام الصحة والعافية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيفية قراءة أشعة الصدر السينية Chest-X-ray

ورشة عمل عن النظافة الشخصية تحت عنوان: "نظافتي سر سعادتي" لأطفال مركز الطفل بدبا الحصن

مركز الطب الوقائي بدبا الحصن - نبذة تعريفية